تاء الفاعل والعذر بالجهل

[لحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده أما بعد..[/b][/size]

فمنذ بصعة أيام حضرت درسًا لبعض الإخوة الفضلاء فقال شيئًا عجيبًا بل شنيعًا، قال وهو يسرد الحديث الذى فيه أنه يؤتى يوم القيامة بأبأس أهل الأرض فى الدنيا من أهل الجنة فيغمس فى الجنة غمسة فيقول الله -عز وجل- له "هل ذقتَ نعيمًا قط؟ هل مرت بك شدة قط؟" فيقول: "لا والله يا رب" الحديث المعروف.

ولكن هذا الأخ الفاضل قرأها مع الأسف: "هل ذقتُ نعيما قط" والفرق واضح طبعا فقد قرأها بتاء الفاعل والصواب أنها تاء المخاطَب!
يعنى أن الفعل بذلك صار يعود على الله -والعياذ بالله- ..

العجيب أنى فى الجمعة التى كانت قبل هذا الدرس وقف الخطيب على المنبر وكان يتكلم عن التوبة ووقع فى الخطإ ذاته، فادعى -عفا الله عنه- أن الله قال فى الحديث القدسى: "عبدى ارتكبتُ ذنبًا..." إلى آخر الحديث الذى ذكره، وهذا أشنع من الأول ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وحكى لنا بعض الإخوة الأفاضل أنه وقع فى مثل هذا فقال أيضًا فى حديثٍ قدسى : "عبدى فعلتُ كذا.." والصواب: "فعلتَ"

ونفس الشىء لو أن أحدًا قرأ الفاتحة فقال :"صراط الذين أنعمتُ عليهم" وكأنه هو المنعم والصواب: "أنعمتَ" أى الله عز وجل.

فانظر أخى الحبيب كيف أن حركة واحدة بدلت المعنى هذا التبديل القبيح الذى قد يخرج الإنسان من الإسلام إلى الكفر لولا العذر بالجهل.

فعلى كل متصدر للحديث باللغة العربية أن يتعلم قواعدها أولا حتى لا يقع فى مثل هذا اللحن الشنيع والخطإ الوضيع.

وجزاكم الله خيرا والحمد لله رب العالمين

موضوع مفيد جدا
مشكوووووووووووووووور

» اعجاز القرأن...الجمع بين الفاعل الظاهر والضمير في القرأن